السلام على من اتبع الهدى
اسيد بن حضير
وسعد بن معاذ
جاء من اخبر اسيد بن الحضير وسعد بن معاذ وكانا سيدا الاوس بان الداعية المكى قد نزل قريبا من ديارهما وان الذى جراه على ذلك اسعد بن زرارة .
فقال سعد بن معاذ لاسيد لا ابالك يا اسيد انطلق الى هذا الفتى المكى الذى جاء بيوتنا
ليغرى ضعفاءنا ويسفه الهتنا وازجره وحذره من ان يطا ديارنا بعد اليوم ولولا انه فى
ضيافة ابن خالتى اسعد بن زرارة وانه يمشى فى حمايته لكفيتك ذلك.
اخذ اسيد حبرته ومضى نحو البستان فلما راه اسعد بن زرارة مقبلا فقال لمصعب ويحك
يامصعب هذا سيد قومه وارجحهم عقلا واكملهم كمالا (اسيدبن الحضير)
فان يسلم تبعه خلق كثير فاصدق الله فيه واحسن التانى له .
وقف اسيد بن الحضير على الجمع والتفت الى مصعب وصاحبه وقال ماجاء بكما الى
ديارنا واغراكما بضعفائنا اعتزلا هذا الحى ان كانت لكما بنفسيكما حاجة.
فالتفت مصعب الى اسيد وخاطبه بلهجته الصادقة وقال له ياسيد قومه هل لك فى خير
من ذلك .
قال وماهو
قال مصعب تجلس الينا وتسمع منا فان رضيت ماقلناه قبلته وان لم ترضه تحولنا عنك
ولم نعد اليكم
فقال اسيد لقد انصفت وركز رمحه فى الارض وجلس فا اقبل عليه مصعب يذكر له حقيقة الاسلام ويقرا عليه شيئا من ايات القران
فقال اسيد ما احسن هذا الذى تقول وا اجل ذلك الذى الذى تتلوا كيف تصنعون اذا
اردتم الدخول فى الاسلام
فقال له مصعب تغتسل وتطهر ثيابك وتشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
وتصلى ركعتين فقام الى البئر فتطهر بمائها وشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول
الله وصلى ركعتين.
كان على اسيد ان يعود لسعد بن معاذ لينقل له اخبار المهمة التى كلفه بها وهى زجر مصعب ابن عمير واخراجه وماكاد يقترب اسيد من مجلس سعد حتى قال سعد لمن حوله اقسم لقد جاءكم اسيد بغير الوجه الذى ذهب به
وقرر اسيد ان يستخدم ذكاءه قليلا انه يعرف ان سعد بن معاذ مثله تماما فى صفاء جوهره وسلامة تفكيره وتقديره ويعلم انه ليس بينه وبين الاسلام سوى ان يسمع هو كلام الله الذى يحسن ترتيله وتفسيره سفير الرسول صلى الله عليه وسلم اليهم مصعب بن عمير ولكنه لو قال لسعد انى اسلمت فقم واسلم لكانت مجابهة غير مامونة العواقب
اذن غعليه ان يثير حميه سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب حتى يسمع ويرى فكيف السبيل لهذا ؟
كا ن مصعب كما ذكرنا من قبل ينزل ضيفا على اسعد بن زرارة واسعد هو ابن خاله
سعد بن معاذ .
هناللك قال اسيد لسعد لقد حدثت ابن حارثة قد خرجوا الى اسعد بن زرارة ليقتلوه وهم يعلمون انه ابن خالتك فقام سعد تقوده الحمية والغضب واخذ الحربة وسار مسرعا الى حيث اسعد ومصعب ومن معها من المسلمين ولما اقترب من المجلس لم يجد ضوضاء ولاشغبا وانما هى السكينة تغشى جماعته يتوسطهم مصعب بن عمير يتلو ايات الله فى خشوع وهم يصغون اليه فى اهتمام شديد
هناك ادرك الحيلة التى نسجها اسيد لكى يحمله على السعى الى هذا المجلس والقاء السمع لما يقوله سفير الاسلام مصعب بن عمير
ولقد صدقت فراسة اسيد فى صاحبه فما كاد سعد يسمع حتى شرح الله صدره للاسلام